معلومات الكتاب

بطاقة الكتاب

ديننا الإسلاميّ العظيم دينٌ عالميّ الرّسالة، إنسانيّ الوجهة والمنطلق، أنزله الله رحمة للعالمين؛ لإخراج النّاس من ظلمات العبوديّة والاستبداد والظّلم، إلى نور الحرّية والعدالة والمساواة.

ولكن دخل على ديننا الحنيف من تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتحريف الغالين ما عكّر صفو مبادئه وقيمه السّامية، لا سيّما في عصور الانحطاط والتخلّف، ولذلك يتوجّب على علماء الإسلام ومفكّري هذه الأمّة كما تصدّوا للتيّارات الفكريّة الماديّة والإلحاديّة التي حاولت النّيل من الإسلام من خارجه- أن يتصدّوا أيضًا للأفكار والمفاهيم المغلوطة التي ضربت مقاصد الدّين، وشوّهت تعاليم الإسلام من داخله.

ومن أخطر المفاهيم التي شوّهت عالميّة الإسلام ومقاصده الداعية إلى الحريّة والمساواة والعدالة والشّورى والوحدة- تلك المفاهيم والأطروحات التي فسّرت الإسلام تفسيرًا عنصريًّا جاهليًّا عبر الادّعاء بالحقّ الإلهيّ للولاية العامّة في آل البيت.

فهذا هو القاسم المشترك بين الفرق والمذاهب الشّيعيّة في الجملة على اختلافها في التّفصيل، وهو رفض مبدأ الشّورى كأساس تقوم عليه الدّولة الإسلاميّة والولاية العامّة، مع أنه أصل قرآني قطعيّ السّند والدّلالة بصريح القرآن (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ).

وادّعاء كافّة هذه المذاهب والفرق الشّيعيّة بالحقّ الإلهيّ للولاية العامّة في الإمام عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه وكرّم الله وجهه وأولاده من بعده- بحجّة أنّ الإمام عليّ وأولاده هم أهل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبالتّالي فالإمامة والولاية العامّة حقّ محتكر لآل بيت رسول الله وأهله، محروم منها كافّة المؤمنين الذين لا ينتسبون –بزعمهم- لآل البيت أو أهل البيت، زاعمين أنّ العلم والتّقوى غير كافية لتولّي الولاية العامّة والخلافة والسّلطة السّياسيّة الإسلاميّة، بل لا بدّ من الأفضليّة العنصريّة.

هذا التّأويل العنصريّ الاستعلائيّ الاستكباريّ للحقوق السّياسيّة والاجتماعيّة في الإسلام هو ما ترتكز عليه المذاهب الشّيعيّة المختلفة، ابتداء من المذهب الهادويّ المنتحل للإمام زيد، ومرورًا بالمذهب (الاثناعشري) المنتحل للإمام جعفر الصادق، وانتهاء بالمذهب الباطني الإسماعيلي المنتحل للإمام إسماعيل.

ولمّا كانت نظريّة الإمامة والولاية القائمة على الحقّ الإلهيّ في مختلف المذاهب الشّيعيّة ترتكز على أساس أفضليّة آل بيت رسول الله وأهله من النّسب والطين لا آله من الإيمان والدّين رأيت مناقشة موضوع من هم آل البيت وأهل البيت في القرآن؛ لتقويض هذه الخزعبلات الشّيعيّة من أساسها.

وفي هذا السّياق سأبيّن حقيقة آل البيت بأنّهم الأتباع قيمًا ودينًا، لا نسبًا وطينًا، وسأحشد بإذنه تعالى الأدلّة المتواترة القاطعة الدّلالة من القرآن والسّنّة لهدم بيت العنكبوت.. البيت المجوسيّ الخبيث المنتحل للبيت النبويّ الطيّب كذبًا وزورًا، 

  • ديوي: 297/1
  • صفحات: 50
  • مشاهدة: 214715
  • تنزيلات: 81896

الكلمات المفتاحية